الخميس، 26 أغسطس 2010

الخلطة السرية للطبخة الطيبة والبناء الجميل .. وكل شيء ..

مرحبا بكم ..

قد تعجبنا بعض الأكلات والطبخات من أيادي أمهاتنا أو أصدقاءنا الذين يحبون الطبخ ويرغبون في التجديد فيه بإضافة بعض النكهات الجديدة والغير مسبوقة ..

لكن ما أحب أن اذكره هنا ، هو أن هناك مكوّناً سريّاً خطيراً لا ينتبه إليه في كثير من الأحيان ، بل حتى لا ينتبه إليه الطبّاخ نفسه !! مما يجعله يعتقد في نفسه أنه أصبح طباخاً ماهراً .. ولكنه في بعض الأيام يتفاجأ أنه يضع نفس المكونات والمقادير التي استخدمها ، ومع ذلك لم تخرج الطبخة بنفس تلك الروعة التي خرجت بها في السابق ..

إن هذا المكوّن الرئيسي لا يمكن أن يعبر على بالكم أبداً ... إنه : ( النيّة ) !!

نعم .. النيّة .. النيّة لها تأثير كبير جداً في تطييب وتخريب أي عمل كان .. سواء كان طبخة أو حتى عمارة بناية أو منزل ..

فعندما تكون النيّة لعمل ذلك العمل طيبة وصافية وصادقة وخالصة .. فعندها سيكون العمل جميلاً مبهراً يأتي بالنتائج المثيرة والمبدعة .. ولكن إذا كانت النية خلاف ذلك .. فإنه سينعكس على شعوراتنا سلبياً تاثير تلك النية التي أقيم بها ذلك العمل ..

بمعنى آخر : نحن نأكل النوايا ، ونسكن في النوايا ، ونجلس على النوايا ، بل حتى نعزف على النوايا .. فكم من عازف عود أعجبه عود ما ، بسبب أن صانعه رقيق وحساس وشخص غير مادي ، بينما لا يحب عوداً آخر لأنه أحس بأن صانعه ربما كان خشناً أو مادياً ، أو يصنع للصناعة ، لا أن يصنع للفن ، أو يصنع بلا إحساس يرافقه أثناء عملية الصنع .. كعملية إنتاجية وحسب ..

ويذكرنا هذا الكلام أيضاً بالقرآن ، فقد ذكر القرآن مسجد الضرار ، الذي بُنِيَ من أجل تفريق المسلمين في المدينة والتسبب بالضرر لهم .. نجد أن الله سبحانه أمر رسوله بأن لا يصلي في ذلك المسجد ( لا تقم فيه أبداً ..) ، لأن النية التي كانت أصل بناء ذلك المسجد هي نية شر ، مع أن البناء هذا هو مسجد ! اي أنه بيت لله ، والناس يتعبدون فيه !! فما المشكلة من إبقائه ؟؟

هنا نهى الله رسوله عن الإقامة فيه ، وهدم الرسول ذلك المسجد .. وقال القرآن بعد الآية السابقة : ( لَمَسجدٌ أُسّس على التقوى من اول يوم أحقُّ أن تقوم فيه .. ) .. هنا أشار الله سبحانه لأفضلية المسجد الأول لأن النيّة في بناء ذلك المسجد كانت طيبة نقية خالصة ، وهي نية تقوى الله ..

النيّة هي المكوّن الحاسم للنجاح أو الفشل في عمل اي شيء ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق