الجنون .. هل هو موجود ؟؟
دائما ما نسمع هذه العبارة يرددها الكثير والأغلب من الناس ، فيقولون عن شخص : هذا مجنون !! ونسألهم عن ذاك فيقولون : وذاك مجنون أيضاً !!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بجديّة هو : ما هو الجنون ؟
لقد حاولت البحث عن تعريف علمي لمعنى الجنون ، والعجيب أنني لم أجد أي تعريف علمي له !! وعندما بحثت في الويكيبيديا عن الجنون Madness ، وجدت أن الموسوعة الإنجليزية للويكيبيديا تقول أنه لا يوجد تعريف علمي لكلمة جنون أو مجنون !! وأن هذه الكلمة تم استبعادها في مجالات الطب النفسي وعلم النفس لأنها ليس لها دلالة أو معنى علمي واضح ..
وفي الوقت نفسه ، تقول الموسوعة أن وصف "جنون" يُطلق عادة على الإنسان الذي لا يعير إهتماما بالمعايير الإجتماعية الاعتيادية .. ولكنه لا يصف شيئاً محددا بذاته .. هذا ما قالته الويكيبيديا ..
إن هذا يعني أن كلمة الجنون أو الوصف بالجنون ، هو وصف إجتماعي بالمقام الأول وفي الأساس ، وليس له أي علاقة بالعلم أو حتى بالعقل ..
فالجنون ليس مرضاً يصيب العقل ، إن الجنون هو عبارة عن شذوذ في التفكير عن طريقة المجتمع أو الجماعة الكبيرة من الناس في التفكير .. هذا هو معنى الجنون عند المجتمع ..
وهذا منطقيّ جداً : ألسنا نلاحظ أن الناس تطلق على المتخلّف العقلي أنه مجنون ؟ وأيضاً تسمّي المبدع والعبقري الذي لا يفهمونه ولا يفهمون ما يقصده أنه مجنون ؟؟ هل هذا يعني أن المتخلف العقلي والمبدع والعبقري كلهم نفس الشيء ؟؟ يعني : هل المبدع والعبقري متخلّف عقلي ؟؟ بالطبع لا أظن أن أحداً سيوافقني على ذلك ..
هنا يتبيّن لنا أن الجنون ما هو إلا صفة إجتماعية ، يطلقها الناس على كل من لا يوافقهم أو يتفق معهم في طرق التفكير والتعامل مع الآخرين .. وكأن الناس يعتبرون أنفسهم أنهم هم المقياس والمعيار الصحيح للعقل .. ومن يخالفهم فهو غير عاقل ، يعني مجنون ..
ولاحظوا معي أيضاً : ألا ترون أن هذه الصفة (الجنون) ، أطلقها الكفار وقريش على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ (وقالوا مجنون وازدجر ) (ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) .. لقد كانوا يصفون الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه مجنون ، ولكن هل كان الرسول فعلاً مجنون ؟؟ لقد كان الرسول يحفظ الأمانات لهم وكانوا يسمونه الامين ، وكانوا يعرفون حسن أخلاقه وطيبه .. فهل المجنون لديه هذه الصفات ؟؟ بالطبع لا ..
إذن لماذا أتهموا الرسول بالجنون ؟ فقط لأنه يأمرهم بأن يفعلوا أشياء لم يكونوا اعتادوا أن يفعلوها ، وأنه جاءهم بأوامر جديدة وعقيدة جديدة من الله سبحانه وتعالى ، ولأنه صار يحتقر أصنامهم وآلهتهم التي يعبدونها من دون الله ، ولأنه يأمرهم بأن يأتوا الصدقة للفقراء والمساكين ، وهذه التصرفات رآها الكفار والمشركون على أنها جنون ، لأن احتقار الأصنام يعني إحتقارهم لقبائلهم وذهاب عزّهم الذي كانوا يعتزون به في تلك الأيام ، وإعطاء الصدقة يعني أنهم سيدفعون المال للآخرين ولا يجدون مقابلاً لمالهم الذي صرفوه على الفقراء ، أي أنها ليست تجارة ، تعطي القليل فيعود عليك هذا القليل بالكثير !!
فقط لأنهم لم يعلموا ما مدى الخير والعمق في الفهم الذي لدى الرسول عليه الصلاة والسلام ..
هنا نستخلص نتيجة مهمة : أن الجنون ليس شيئاً محدداً ومعروفاً .. لأن الجنون بالأصل كلمة يطلقها الناس على من لا يشابههم في التفكير ولا يتعامل معهم بالشكل المعتاد عليه ، هذا الذي يسميه الناس جنوناً ..وهكذا في كل مجتمع في هذه الارض ، فأي تصرّف لا يتفق مع مجتمع معيّن ، فإنهم سيسمّون هذا التصرّف جنوناً ..
ولكن لو سألنا أنفسنا : ما هو الجنون الحقيقي ؟؟
في رأيي أن الجنون الحقيقي ما هو إلا شيء واحد : هو الإبتعاد عن الفضائل والأخلاق والإيمان بالله.. فكلما ابتعد الشخص عن الفضائل والأخلاق والقيم ، كلما اصبح مجنوناً .. وحتى لو بدا لنا أنه إنسان عاقل ( في تعريف المجتمع لكلمة عاقل ) ، والله دائماً يصف الكفار والمشركين في القرآن بأنهم : (قوم لا يعقلون ) .. هذا هو الجنون الحقيقي ..
شكرا لكم ..
دائما ما نسمع هذه العبارة يرددها الكثير والأغلب من الناس ، فيقولون عن شخص : هذا مجنون !! ونسألهم عن ذاك فيقولون : وذاك مجنون أيضاً !!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بجديّة هو : ما هو الجنون ؟
لقد حاولت البحث عن تعريف علمي لمعنى الجنون ، والعجيب أنني لم أجد أي تعريف علمي له !! وعندما بحثت في الويكيبيديا عن الجنون Madness ، وجدت أن الموسوعة الإنجليزية للويكيبيديا تقول أنه لا يوجد تعريف علمي لكلمة جنون أو مجنون !! وأن هذه الكلمة تم استبعادها في مجالات الطب النفسي وعلم النفس لأنها ليس لها دلالة أو معنى علمي واضح ..
وفي الوقت نفسه ، تقول الموسوعة أن وصف "جنون" يُطلق عادة على الإنسان الذي لا يعير إهتماما بالمعايير الإجتماعية الاعتيادية .. ولكنه لا يصف شيئاً محددا بذاته .. هذا ما قالته الويكيبيديا ..
إن هذا يعني أن كلمة الجنون أو الوصف بالجنون ، هو وصف إجتماعي بالمقام الأول وفي الأساس ، وليس له أي علاقة بالعلم أو حتى بالعقل ..
فالجنون ليس مرضاً يصيب العقل ، إن الجنون هو عبارة عن شذوذ في التفكير عن طريقة المجتمع أو الجماعة الكبيرة من الناس في التفكير .. هذا هو معنى الجنون عند المجتمع ..
وهذا منطقيّ جداً : ألسنا نلاحظ أن الناس تطلق على المتخلّف العقلي أنه مجنون ؟ وأيضاً تسمّي المبدع والعبقري الذي لا يفهمونه ولا يفهمون ما يقصده أنه مجنون ؟؟ هل هذا يعني أن المتخلف العقلي والمبدع والعبقري كلهم نفس الشيء ؟؟ يعني : هل المبدع والعبقري متخلّف عقلي ؟؟ بالطبع لا أظن أن أحداً سيوافقني على ذلك ..
هنا يتبيّن لنا أن الجنون ما هو إلا صفة إجتماعية ، يطلقها الناس على كل من لا يوافقهم أو يتفق معهم في طرق التفكير والتعامل مع الآخرين .. وكأن الناس يعتبرون أنفسهم أنهم هم المقياس والمعيار الصحيح للعقل .. ومن يخالفهم فهو غير عاقل ، يعني مجنون ..
ولاحظوا معي أيضاً : ألا ترون أن هذه الصفة (الجنون) ، أطلقها الكفار وقريش على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ (وقالوا مجنون وازدجر ) (ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) .. لقد كانوا يصفون الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه مجنون ، ولكن هل كان الرسول فعلاً مجنون ؟؟ لقد كان الرسول يحفظ الأمانات لهم وكانوا يسمونه الامين ، وكانوا يعرفون حسن أخلاقه وطيبه .. فهل المجنون لديه هذه الصفات ؟؟ بالطبع لا ..
إذن لماذا أتهموا الرسول بالجنون ؟ فقط لأنه يأمرهم بأن يفعلوا أشياء لم يكونوا اعتادوا أن يفعلوها ، وأنه جاءهم بأوامر جديدة وعقيدة جديدة من الله سبحانه وتعالى ، ولأنه صار يحتقر أصنامهم وآلهتهم التي يعبدونها من دون الله ، ولأنه يأمرهم بأن يأتوا الصدقة للفقراء والمساكين ، وهذه التصرفات رآها الكفار والمشركون على أنها جنون ، لأن احتقار الأصنام يعني إحتقارهم لقبائلهم وذهاب عزّهم الذي كانوا يعتزون به في تلك الأيام ، وإعطاء الصدقة يعني أنهم سيدفعون المال للآخرين ولا يجدون مقابلاً لمالهم الذي صرفوه على الفقراء ، أي أنها ليست تجارة ، تعطي القليل فيعود عليك هذا القليل بالكثير !!
فقط لأنهم لم يعلموا ما مدى الخير والعمق في الفهم الذي لدى الرسول عليه الصلاة والسلام ..
هنا نستخلص نتيجة مهمة : أن الجنون ليس شيئاً محدداً ومعروفاً .. لأن الجنون بالأصل كلمة يطلقها الناس على من لا يشابههم في التفكير ولا يتعامل معهم بالشكل المعتاد عليه ، هذا الذي يسميه الناس جنوناً ..وهكذا في كل مجتمع في هذه الارض ، فأي تصرّف لا يتفق مع مجتمع معيّن ، فإنهم سيسمّون هذا التصرّف جنوناً ..
ولكن لو سألنا أنفسنا : ما هو الجنون الحقيقي ؟؟
في رأيي أن الجنون الحقيقي ما هو إلا شيء واحد : هو الإبتعاد عن الفضائل والأخلاق والإيمان بالله.. فكلما ابتعد الشخص عن الفضائل والأخلاق والقيم ، كلما اصبح مجنوناً .. وحتى لو بدا لنا أنه إنسان عاقل ( في تعريف المجتمع لكلمة عاقل ) ، والله دائماً يصف الكفار والمشركين في القرآن بأنهم : (قوم لا يعقلون ) .. هذا هو الجنون الحقيقي ..
شكرا لكم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق