الخميس، 26 أغسطس 2010

الأناني الصغير .. والمعلّم الكبير ..

قدم الأناني الصغير إلى الشجرة حيث يجلس المعلم الحكيم تحتها ..

قال الأناني : يا معلّم ، أليس من حقّ الشخص أن يُطالب بأشيائه التي تخصّه إذا أعارها للآخرين ؟

تأمل الحكيم برهة وقال : يا عزيزي .. من حقّك أن تُطالب بحقّك .. ولكن عليك أن تتقبّل أنّك نزلت درجة عن الفضيلة ..

قال الأناني متعجّبا : وكيف ذلك يا معلّم ؟

أجاب الحكيم : هل ذاك الشيء الذي أعرته للآخر ، هو لك فعلاً ؟؟

اندهش الأناني : ماذا تقصد يا معلمي ؟ لم أفهمك ؟

أجاب الحكيم بإبتسامة خفيفة : أقصد ، هل أنت فعلاً صاحب ذاك الشيء ؟ ألست أخذت ذاك الشيء أيضاً من آخرين ؟ سواء جاءك كهديّة أو اشتريته أو بأي طريقة أخرى ؟

قال الأناني : نعم صحيح ..

أجاب الحكيم : إذاً ، فهو في الحقيقة ليس لك .. بل إنتقلت ملكيته إليك مؤقتاً ..

أجاب الأناني بإهتمام : نعم ؟ ثم ماذا يا معلّم ؟ مالذي تريد أن تصل إليه ؟

أجاب الحكيم : يا عزيزي .. لو عرفت حقيقة من يملك الاشياء ، لما توقّفت عند هذه المسألة .. الله سبحانه وتعالى هو مالك الملك ، وإليه يرجع كل شيء ..

انبهت الأناني !!

واصل الحكيم : ولو عرفت هذه النقطة ، لما كنت ستطالب بأشياء فقط لأن ملكيّتها آلت إليك مؤخراً .. ولكن دعني أعطيك نصيحة ..

قال الأناني بتلهّف : ما هي ؟

قال : إذا كنت ولا بد محتاجاً فطالب بأشياءك من الآخرين .. فقط عند الضرورة .. ولكن إن طالبت بها إرضاءً لأنانيّتك .. فأنت وشأنك ..

ابتسم الحكيم ، فما مضى الحكيم إلا والأناني يمسك رأسه ويقبّله ، ويقول له : شكراً لك أستاذي ، لقد احسست براحة كبيرة تجاه ما تقول ..

ابتسم الحكيم مرة ثانية ..

ومضى ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق