وهم الحياد
دائما ما تواجهنا هذه الكلمة - الحياد - من أجل إتخاذ موقف لا يميل إلى أي من الطرفين المتضادّين أو المنحازَين في أي قضية من القضايا ..
ودائماً ما يوصف المحايد بأنه إنسان موضوعي ومحترم ويسمع إلى آراءه ، بسبب حياديّته ..
ولكن السؤال المهم هو : هل يوجد - فعلاً - حياد في الحياة ؟
لنفترض مثلاً أن أحد الأصدقاء جاء ليبشّرك في موضوع أو أمر ما ، وهذه البشارة من المؤكد أنها ستسعدك ، مثلاً : زيادة في الرواتب هذا الشهر ..
عندما تسمع بهذا الخبر ، فأنت عندها لا تستطيع - بينك وبين نفسك - أن تصدّق هذه البشارة 100% ، لأنها ربما قد تكون إشاعة سرت بين الموظفين .. وبالتالي سوف تشك في هذا الخبر ،
الشك هنا هو عبارة عن حياد ، فلا تصديق ولا تكذيب .. نسبة 50/50.. ولكن هل هو فعلاً كذلك ؟؟
في الحقيقة أنك في داخل نفسك ( تتمنى ) لو أن هذه البشارة صحيحة وتصدق .. وبما أنّك تتمنى ذلك ، فهذا يعني - حقيقةً - أنّك قد شككت بنسبة 60/40 .. أو 70/30 بأن هذا الخبر صحيح .. أي أنّك ترجّح كفّة التصديق على كفّة التكذيب .. ولم تشك بنسبة 50/50 ..
مما يعني أن شكّك في هذا الموقف ليس حيادياً في الحقيقة ، بل هو مائل إلى التصديق بسبب الرغبة والأمنية ..
وكذلك نفس الحال لو جاءك خبر يسوءك - نقص في الرواتب لهذا الشهر مثلاً - فسوف تشكّ ، ولكن شكّك في الحقيقة مائل إلى التكذيب اكثر من التصديق ..
في هذه الحالة ، نستنتج أن الحياد ليس إلا وهماً ، وما هو بحقيقة ..
في بعض الأحيان ، خصوصاً عند الآراء المختلفة والمتضادة حول مواضيع وأمور سياسية مثلاً أو اجتماعية ، نجد من يقدّم (في رأينا ) رأياً محايداً في المسألة ، ونعتقد أنه مصيب في ذلك ، لأنه لم يدعم أياً من الرأيين المتضادين ..
في الحقيقة ، وفي أغلب الأحيان ، لو فتّشنا في هذا الراي المحايد ، لوجدناه قد جاء من شخص ( لم يعلم حقيقة الموقف معرفة جيدة ) ، أي أنه رأي جاء من شخص جاهل بالموقف .. وربما كان الطرفين المتنازعين يعلمان بحقيقة الموضوع أكثر من الذي قدّم الرأي المحايد ..
أقصد : أن ما نسمّيه حياداً في بعض الاحيان ، قد يكون في حقيقته جهل ليس إلا ، مما يؤكد وهميّة الحياد ..
كذلك بعض الناس يرون أن بعض الافعال ليست بخير ولا بشر ، ويقولون عنها أنها أفعال محايدة ..
إن عدم إدراكنا لخيريّة وشرور تلك الأفعال ، هو ما يجعلنا نحكم على تلك الأفعال بأنها محايدة .. أعود مرة أخرى وأؤكد : أن الحياد ليس سوى جهل وعدم إدراك ..
وأخيراً ..
إن الحياد يتناقض بشكل كبير مع نظرية الثنائية في هذا الكون ، فنظرية الثنائية تقول أن في كل شيء وموضوع في الحياة ، هناك موقفان ، ولا يوجد ثالث . بينما الحياد يدّعي وجود الثالث المتوقف في المنتصف بين الثنائيات في الحياة ..
وما الحياد - في الحقيقة - إلا خدعة من الشيطان ليخدع بها المتنازعين بين الخير والشر ، فيقدّم لهم بديلاً ثالثاً ، يوهمهم به أنّه هو الأقرب للصواب من الإثنين ..
بينما هو في حقيقته أقرب للشر منه للخير ..
تحياتي ..
دائما ما تواجهنا هذه الكلمة - الحياد - من أجل إتخاذ موقف لا يميل إلى أي من الطرفين المتضادّين أو المنحازَين في أي قضية من القضايا ..
ودائماً ما يوصف المحايد بأنه إنسان موضوعي ومحترم ويسمع إلى آراءه ، بسبب حياديّته ..
ولكن السؤال المهم هو : هل يوجد - فعلاً - حياد في الحياة ؟
لنفترض مثلاً أن أحد الأصدقاء جاء ليبشّرك في موضوع أو أمر ما ، وهذه البشارة من المؤكد أنها ستسعدك ، مثلاً : زيادة في الرواتب هذا الشهر ..
عندما تسمع بهذا الخبر ، فأنت عندها لا تستطيع - بينك وبين نفسك - أن تصدّق هذه البشارة 100% ، لأنها ربما قد تكون إشاعة سرت بين الموظفين .. وبالتالي سوف تشك في هذا الخبر ،
الشك هنا هو عبارة عن حياد ، فلا تصديق ولا تكذيب .. نسبة 50/50.. ولكن هل هو فعلاً كذلك ؟؟
في الحقيقة أنك في داخل نفسك ( تتمنى ) لو أن هذه البشارة صحيحة وتصدق .. وبما أنّك تتمنى ذلك ، فهذا يعني - حقيقةً - أنّك قد شككت بنسبة 60/40 .. أو 70/30 بأن هذا الخبر صحيح .. أي أنّك ترجّح كفّة التصديق على كفّة التكذيب .. ولم تشك بنسبة 50/50 ..
مما يعني أن شكّك في هذا الموقف ليس حيادياً في الحقيقة ، بل هو مائل إلى التصديق بسبب الرغبة والأمنية ..
وكذلك نفس الحال لو جاءك خبر يسوءك - نقص في الرواتب لهذا الشهر مثلاً - فسوف تشكّ ، ولكن شكّك في الحقيقة مائل إلى التكذيب اكثر من التصديق ..
في هذه الحالة ، نستنتج أن الحياد ليس إلا وهماً ، وما هو بحقيقة ..
في بعض الأحيان ، خصوصاً عند الآراء المختلفة والمتضادة حول مواضيع وأمور سياسية مثلاً أو اجتماعية ، نجد من يقدّم (في رأينا ) رأياً محايداً في المسألة ، ونعتقد أنه مصيب في ذلك ، لأنه لم يدعم أياً من الرأيين المتضادين ..
في الحقيقة ، وفي أغلب الأحيان ، لو فتّشنا في هذا الراي المحايد ، لوجدناه قد جاء من شخص ( لم يعلم حقيقة الموقف معرفة جيدة ) ، أي أنه رأي جاء من شخص جاهل بالموقف .. وربما كان الطرفين المتنازعين يعلمان بحقيقة الموضوع أكثر من الذي قدّم الرأي المحايد ..
أقصد : أن ما نسمّيه حياداً في بعض الاحيان ، قد يكون في حقيقته جهل ليس إلا ، مما يؤكد وهميّة الحياد ..
كذلك بعض الناس يرون أن بعض الافعال ليست بخير ولا بشر ، ويقولون عنها أنها أفعال محايدة ..
إن عدم إدراكنا لخيريّة وشرور تلك الأفعال ، هو ما يجعلنا نحكم على تلك الأفعال بأنها محايدة .. أعود مرة أخرى وأؤكد : أن الحياد ليس سوى جهل وعدم إدراك ..
وأخيراً ..
إن الحياد يتناقض بشكل كبير مع نظرية الثنائية في هذا الكون ، فنظرية الثنائية تقول أن في كل شيء وموضوع في الحياة ، هناك موقفان ، ولا يوجد ثالث . بينما الحياد يدّعي وجود الثالث المتوقف في المنتصف بين الثنائيات في الحياة ..
وما الحياد - في الحقيقة - إلا خدعة من الشيطان ليخدع بها المتنازعين بين الخير والشر ، فيقدّم لهم بديلاً ثالثاً ، يوهمهم به أنّه هو الأقرب للصواب من الإثنين ..
بينما هو في حقيقته أقرب للشر منه للخير ..
تحياتي ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق