الجمعة، 15 يونيو 2012

الباب والمفتاح (خاطرة منطقية)


نعلم جميعا أن هناك حقيقة لا يمكن تجاهلها ولا انكارها ، وهي أن : (لكل باب مفتاح يفتحه ، ولا يكون الباب بابا إلا اذا كان له مفتاح ، و إلا فهو قطعة من الخشب ليس الا ) ..

فاذا كان عندي بيت مثلا ، فإني أستطيع أن افعل الاشياء التالية :

-          ان اجعل لباب كل غرفة من غرفه مفتاحا مستقلاً (1) .. أو :

-          ان اجعل لبابين من هذه الابواب مفتاحا واحدا ، وبقية الابواب مفاتيحها مختلفة .. أو اجعل لثلاثة ابواب مفتاحا واحدا ، والبقية مختلفة  .. أو أجعل لأربعة ابواب مفتاحا واحدا .. أو أو .. إلخ حتى يبقى باب واحد فقط يفتحه مفتاح واحد ، و البقية كلها يفتحها مفتاح واحد .. أي : أحتاج إلى مفتاحين مختلفين فقط لفتح كل ابواب غرف البيت ..(2) أو :

-          ان اجعل لجميع الابواب مفتاحا واحدا يفتحها كلها .. فيكون كل الابواب يفتحها مفتاح واحد ، و إن تعددت نسخ المفاتيح بعدد الابواب ، فهي ليست تختلف عن المفتاح الاصلي بتاتا .. (3)

لكن الشيء الذي يستحيل اطلاقا ان يحدث هو : أن يفتح مفتاحان مختلفان بابا واحدا .. فهذا مستحيل .. (يستحيل ان يفتح الباب الواحد مفتاحان مختلفان) ..

في هذه الخاطرة البسيطة .. نستطيع ان نشبّه منطق المؤمن بالله ، و منطق الملحد بالله ، ومنطق المشرك بالله .. من الناحية السببية الفلسفية ..

فمنطق المؤمن يؤكد على حقيقتين : ان (لكل باب مفتاح) ، وأنه (يستحيل ان يفتح الباب الواحد مفتاحان مختلفان) ..

بينما منطق الملحد نجده يخالف الحقيقة الأولى ، و يقول : (الباب ليس له مفتاح ) .. وبهذا يـُخرج الملحد الباب من كونه بابا إلى كونه قطعة من الخشب ليس الا ..

ونجد منطق المشرك يخالف الحقيقة الثانية ، ويقول : (من الممكن ان يفتح الباب الواحد مفتاحان مختلفان) .. وذلك لأن قـُفل الباب لا تـُحرك تروسه الداخلية الا مفتاح واحد له خصائص معينة ، فإذا كان هناك مفتاح آخر و فتح الباب ، فالمفتاح الآخر هو قطعا مطابق للمفتاح الاصلي ، و هذا يشبه ما تكلمنا فيه في الحالة (3) .. أي يكونان نسخا مختلفة لنفس المفتاح الاصلي .. وبالتالي هما يعتبران مفتاحا واحدا وليسا مختلفين ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق