نعلم جميعا أن هناك حقيقة لا يمكن
تجاهلها ولا انكارها ، وهي أن : (لكل باب مفتاح يفتحه ، ولا يكون الباب بابا إلا
اذا كان له مفتاح ، و إلا فهو قطعة من الخشب ليس الا ) ..
فاذا كان عندي بيت مثلا ، فإني
أستطيع أن افعل الاشياء التالية :
-
ان اجعل لباب كل
غرفة من غرفه مفتاحا مستقلاً (1) .. أو :
-
ان اجعل لبابين من
هذه الابواب مفتاحا واحدا ، وبقية الابواب مفاتيحها مختلفة .. أو اجعل لثلاثة
ابواب مفتاحا واحدا ، والبقية مختلفة ..
أو أجعل لأربعة ابواب مفتاحا واحدا .. أو أو .. إلخ حتى يبقى باب واحد فقط يفتحه
مفتاح واحد ، و البقية كلها يفتحها مفتاح واحد .. أي : أحتاج إلى مفتاحين مختلفين
فقط لفتح كل ابواب غرف البيت ..(2) أو :
-
ان اجعل لجميع
الابواب مفتاحا واحدا يفتحها كلها .. فيكون كل الابواب يفتحها مفتاح واحد ، و إن
تعددت نسخ المفاتيح بعدد الابواب ، فهي ليست تختلف عن المفتاح الاصلي بتاتا .. (3)
لكن الشيء الذي يستحيل اطلاقا ان
يحدث هو : أن يفتح مفتاحان مختلفان بابا واحدا .. فهذا مستحيل .. (يستحيل ان يفتح
الباب الواحد مفتاحان مختلفان) ..
في هذه الخاطرة البسيطة .. نستطيع
ان نشبّه منطق المؤمن بالله ، و منطق الملحد بالله ، ومنطق المشرك بالله .. من
الناحية السببية الفلسفية ..
فمنطق المؤمن يؤكد على حقيقتين :
ان (لكل باب مفتاح) ، وأنه (يستحيل ان يفتح الباب الواحد مفتاحان مختلفان) ..
بينما منطق الملحد نجده يخالف
الحقيقة الأولى ، و يقول : (الباب ليس له مفتاح ) .. وبهذا يـُخرج الملحد الباب من
كونه بابا إلى كونه قطعة من الخشب ليس الا ..
ونجد منطق المشرك يخالف الحقيقة
الثانية ، ويقول : (من الممكن ان يفتح الباب الواحد مفتاحان مختلفان) .. وذلك لأن
قـُفل الباب لا تـُحرك تروسه الداخلية الا مفتاح واحد له خصائص معينة ، فإذا كان
هناك مفتاح آخر و فتح الباب ، فالمفتاح الآخر هو قطعا مطابق للمفتاح الاصلي ، و
هذا يشبه ما تكلمنا فيه في الحالة (3) .. أي يكونان نسخا مختلفة لنفس المفتاح
الاصلي .. وبالتالي هما يعتبران مفتاحا واحدا وليسا مختلفين ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق