نشرت قبل مدة موضوعا عن الحاد 2.0 ذكرت فيه ان الان دي بوتون ، الكاتب الملحد ، طرح وجهة نظر جديدة حول تعامل الملحد مع الاديان ، وأنه لا يجد بأسا بان ياخذ الملحد بعضا مما لدى الاديان ويعيد صياغته بحيث يتناسب مع معتقده الالحادي ..
استوقفني احد الاعضاء الكبار في منتدى الملحدين العرب (فينيق) ، وذكر انه توجد مشكلة كبيرة في التعريف الشائع للالحاد عالميا ، وهذه المشكلة تكمن في ان التعريف الشائع للإلحاد ، والذي عادة يكون بهذه الصيغة :
الالحاد : هو عدم الايمان بوجود اله .. الخ ..
يحمل مشكلة لغوية في الاصل ، هذه المشكلة اللغوية تعود الى الاصل الاسباني لكلمة الحاد باللغة الانجليزية Atheism ، حيث ان معنى الالحاد الحقيقي هو فقط "عدم الايمان" .. و انه لا توجد علاقة تربط بين "عدم الايمان" الذي يطرحه معنى الالحاد ، وبين وجود الاله او عدم وجوده !!!
فالتعريف الدقيق والمنطقي للإلحاد (من وجهة نظر فينيق) هو :
عدم الايمان بالإله او أي كائنات أخرى .. سواء كانت موجودة او غير موجودة .. !!
لا اخفيكم سرا اني طرت فرحا و سرورا من هذا التعريف الرائع للالحاد ، فهذا التعريف الجديد سيقصم ظهر كل ملحد يدعي ان الحاده مبني على منطقية وعقلانية .. لأن التعريف الجديد الالحاد هو فقط "عدم ايمان" ، أي "انكار و نفي" .. فقط لا غير .. ولا علاقة له بمنطق وجود او عدم وجود اله .. !
ومن هنا ، اصبح هذا التعريف الجديد للالحاد قريبا و مصيبا وبدقة هائلة لمعنى كلمة (الكفر) في المصطلح الديني ، فالكفر ليس الا انكارا سواء كان المكفور به ( من جهة الكافر) موجودا او غير موجود ، و الالحاد ايضا حسب التعريف الجديد صار عبارة عن انكار ليس بالضرورة ان يكون مدعوما بالمنطق والعقل .. او حتى بوجود الاله او عدم وجوده ..
أي بمعنى آخر : اصبح الالحاد لا يحتاج الى المنطق ، وهذا يؤكد اكثر ان الالحاد عبارة عن عقيدة و ايمان و دوجما ، وليس مبنيا على منطق وعقلانية كما يدعي السواد الاعظم من الملحدين ..