في اغلب حواراتنا الفكرية ، نجد انفسنا نردّد ونجد اشخاصا غيرنا يكررون بأنهم طلاب علم وطلاب حقيقة ، وأنهم لا يدعون وصولهم للحقيقة ، وأنهم يأخذون ويردون من كلام غيرهم وافكار غيرهم ، بناء على العبارة الشهيرة في مثل هذه الاوساط : "كلٌ يؤخذ منه و يردّ " ..
لكن لا يعلم هؤلاء ان تبنـّيهم للعبارة الأخيرة المذكورة ، يجعل من انفسهم "الاساس" ، فيكونون هم "الفلتر" الذي ينقي ما يشاء ويترك ما يشاء ! وبالتالي يسقط ادعاءهم بأنهم طلبة حقيقة وطلبة العلم ويسقط تواضعهم المزوّر ..
ولنتصور اننا نناقش احدهم فنقول له : ""اذا كنت تأخذ من كلام غيرك و ترده ، فهذا يعني - منطقا و بداهة - أن ما لديك افضل مما لدى غيرك ! فها أنت تنقـي وتختار و ترفض مما عند غيرك ! مما يعني ان الافضل هو عندك ! فلماذا تتعب نفسك في الاطلاع على كتب الآخرين أو أفكارهم أو حواراتهم ، ما دمت أنت في الأخير "المعيار" و "الفلتر" ، و أنت "بحر العلوم" الذي لا ينضب ، و "الحكيم" الذي لا تجارى حكمته؟ ""
هنا تتولد المأساة الحقيقية التي لا يدركها صاحبها نفسه ، فهو يوهم نفسه بوهم الثقافة ، و وهم المعرفة ، و وهم التفكير ، والأسوأ من ذلك : وهم التجرد والتواضع وطلب العلم .. ثم نتفاجأ بأنه ينقـّي و يختار ويرفض ! لا على اساس سوى نفسه وما تراه ! متبنيا العبارة المغلوطة اعلاه والتي مرت على اذهان البشرية وعلماء البشرية للعديد من القرون ، والتي لا تتماشى ابداً - أبداً - مع طالب العلم والحقيقة الحقيقي ، المتواضع والمتجرد ..
ان مدلول هذه العبارة الحقيقي هو تمجيد وتقديس للنفس والذات التي كان من المفترض عليها اولاً ان تخضع وتنحطّ لأجل الحقيقة والوصول اليها .. لكن هذه العبارة الصغرى "قلبت" المفاهيم رأسها على عقب ، وصار عاليها سافلها وسافلها عاليها ..
لكن لا يعلم هؤلاء ان تبنـّيهم للعبارة الأخيرة المذكورة ، يجعل من انفسهم "الاساس" ، فيكونون هم "الفلتر" الذي ينقي ما يشاء ويترك ما يشاء ! وبالتالي يسقط ادعاءهم بأنهم طلبة حقيقة وطلبة العلم ويسقط تواضعهم المزوّر ..
ولنتصور اننا نناقش احدهم فنقول له : ""اذا كنت تأخذ من كلام غيرك و ترده ، فهذا يعني - منطقا و بداهة - أن ما لديك افضل مما لدى غيرك ! فها أنت تنقـي وتختار و ترفض مما عند غيرك ! مما يعني ان الافضل هو عندك ! فلماذا تتعب نفسك في الاطلاع على كتب الآخرين أو أفكارهم أو حواراتهم ، ما دمت أنت في الأخير "المعيار" و "الفلتر" ، و أنت "بحر العلوم" الذي لا ينضب ، و "الحكيم" الذي لا تجارى حكمته؟ ""
هنا تتولد المأساة الحقيقية التي لا يدركها صاحبها نفسه ، فهو يوهم نفسه بوهم الثقافة ، و وهم المعرفة ، و وهم التفكير ، والأسوأ من ذلك : وهم التجرد والتواضع وطلب العلم .. ثم نتفاجأ بأنه ينقـّي و يختار ويرفض ! لا على اساس سوى نفسه وما تراه ! متبنيا العبارة المغلوطة اعلاه والتي مرت على اذهان البشرية وعلماء البشرية للعديد من القرون ، والتي لا تتماشى ابداً - أبداً - مع طالب العلم والحقيقة الحقيقي ، المتواضع والمتجرد ..
ان مدلول هذه العبارة الحقيقي هو تمجيد وتقديس للنفس والذات التي كان من المفترض عليها اولاً ان تخضع وتنحطّ لأجل الحقيقة والوصول اليها .. لكن هذه العبارة الصغرى "قلبت" المفاهيم رأسها على عقب ، وصار عاليها سافلها وسافلها عاليها ..